الجبال الالتوائية. تشبه جبال الأبلاش في شرقي الولايات المتحدة، والألب في أوروبا، وقد تشكلتا عندما تصادمت صفيحتان وجهًا لوجه، مما أدى إلى طي وتجعد حافتيهما. وغالبًا ما تحوي الجبال الالتوائية صخورًا رسوبية كحجر الجير، والطفل التي تشكلت عندما استقرت الرواسب (فتات من الصخور الأقدم عمرًا وبقايا النباتات والحيوانات القديمة) فوق قيعان المسطحات المائية، ومن ثم تصلبت. وإذا ما تعرضت هذه الصخور الرسوبية للحرارة والضغط الشديدين، فإن بعضها يتحول إلى صخور متحولة مثل حجر الرخام وصخر الإردواز.
وعامة، تتراكم أسمك الرواسب من الصخور الرسوبية على طول الحواف القارية. وعندما تتصادم الصفائح والقارات المحمولة عليها، فإن طبقات الرواسب المتراكمة تتجدد وتطوى كما يطوى مفرش المنضدة إذا دفع بطرفيه عبر المنضدة. ويؤدي مثل هذا الطي أو الثني للرواسب إلى نشوء جبال التوائية يتراوح تجعد الطبقات الصخرية فيها من شكل تموجات لطيفة إلى شكل طيات حادة معقدة، مع تصدّع وتكسّر الطبقات. وتتكون معظم جبال الأبلاش من صخور مطوية بلطف. أما جبال الألب فهي مطوية بقوة بحيث إن المتسلق لهذه الجبال في بعض المناطق، ربما يقطع الطبقة الصخرية الواحدة مرات عديدة أثناء التسلق. فمرة نلاحظ أن الطبقة قائمة، ومرة أخرى تكون مقلوبة ثم تعود قائمة وهكذا. ويستمر هذا الوضع في طبقات صخور هذه الجبال الشديدة الطي والتصدع، وربما يحدث أثناء عمليات نشوء هذه الجبال أن يندفع الصهير من باطن الأرض إلى أعلى متداخلاً في طبقات صخور رسوبية، ومؤديًا إلى تكوين عروق من صخر الجرانيت وصخور نارية أخرى. وقد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة وكذلك ارتفاع الضغط، الناجمين عن ضغط ثقل طبقات الصخور العليا، إلى تغيّر هذه الطبقات الرسوبية العميقة إلى صخور متحولة كصخر الشيست.