الجبال الانكسارية
تتكون هذه الجبال نتيجة لحركات قشرة الأرض ولكن بدلاً من أن تلتوي الطبقات كما هو الحال في الجبال الالتوائية فإنها تتكسر وتصيبها الانكسارات. وهي على نوعين:
النوع الأول, تعلو فيه الأرض على طول الانكسارات التي أصابت القشرة الأرضية على حين تبقى الأرض المجاورة ثابتة وهذا النوع نادر الوجود.
والنوع الثاني, تهبط فيه الأرض على طول الانكسارات وتبقى الأرض المجاورة مرتفعة تشرف على الأرض التي هبطت. والأمثلة على هذا النوع كثيرة نذكر منها جبال الفوج في فرنسا وجبال بنين في بريطانيا.
وتنتمي إلى الجبال الانكسارية حواف الهضاب المرتفعة التي هبطت إلى جانبها الأرض وبقيت هي في مستوى مرتفع تشرف منه على الأرض التي هبطت ومن أمثلتها جبال خنجان التي تعد الحافة الشرقية لهضبة منغوليا, وجبال سيخوتا ألن التي تعد الحافة الشرقية لأقليم منشوريا. وقد دعا إلى اعتبار تلك الحواف جبالاً انكسارية أن المنطقة الشرقية من القارة الآسيوية عندما تعرضت للانكسار السلمي الذي أصابها كانت تنحدر في مجموعها انحداراً تدريجياً نحو الغرب فلما تكسرت المنطقة وهبط أقليم منشوريا إلى الشرق من جبال خنجان وهبط حوض بحر اليابان إلى الشرق من جبال سيخونا آلن, قفزت الحافتان اللتان تتألف منهما جبال خنجان وجبال سيخوتا آلن إلى أعلى فزاد ذلك في ارتفاعهما. وقد تعرضت هاتان الحافتان فيما بعد لعوامل التعرية فقطعتهما وجعلتهما تظهران على شكل سلاسل جبلية.
وبالمثل يمكن أن تعد السلاسل الجبلية التي تمتد في الجزر اليابانية جبالاً انكسارية, وشبيه بها جبال الغات الشرقية التي تحد هضبة الدكن من ناحية الشرق أو جبال الغات الغربية التي تحدها من ناحية الغرب. وشبيه بها أيضاً جبال البحر الأحمر التي تشرف على ساحل البحر الأحمر من جهة الغرب والجبال التي تقابلها من جانب شبه الجزيرة العربية وهي الجبال التي تكملها وتشرف عليها على ساحل البحر الأحمر من جهة الشرق.